قصة قوم لوط، قرية السوء
بحث علماء الآثار كثيراً عنها، ولكن لم يجدها احد، وكأنها سراب! أو قصة من خيال!

بحثت انا شخصيا عن هذا الموضوع في 1997، واخذت صور لتمثال صخري ولنحت صخري شاذ، ولكنها لم تبرز دليلا يؤخذ به وكأن هناك شيء ناقص ومضت أعوام وأعوام.

قرأت مقالا في عام 2025، عن تمثال في تركيا لرجل يمسك عضوه الذكري بيديه، وهنا بدأت الصورة تتضح، وبدأت تنشأ علاقة ما بين الصور القديمة وآثار تيبي في تركيا، ما اثار الفضول بأن هذا التمثال يشبه كثيرا النحت في منطقة البحر الميت، كما وأن هناك ترابط بين قصة قوم لوط والعضو الذكري. أضف الى ذلك وجود تطابق مع وجه تمثال آخر بذات المكان، وأيضا اشكال أخرى متشابهة.

زرت المكان مرة أخرى هذا العام 2025 واخذت صورا وتسجيلات احدث، وكان من الواضح ان التمثال بعد إضافة بعض الرتوش هو فعلا امرأة تحمل سلّة في يدها اليسرى وتنظر الى البحر وليس مجرد شكل صخري.

الدليل القاطع
هناك مرجع لا يحب الغرب البحث به وهو القرآن الكريم، فهم يفضلوا تجاهل وجوده.
يخبرنا تعالى في القرآن الكريم ان القرية ليست على نهر، ولكن بمكان شقَّت به المياه الجبال، وأن هذه المياه مستمرة “وانها لبسبيل مقيم”، المكان الذي يطابق هذا الوصف هو وادي الموجب. من الواضح جدا كيف شقت المياه الصخور، كما وأن التمثال قريب جداً من هذه المنطقة على بعد اربعة كيلومترات وهناك النحت صخري على بعد كيلومترين، ولكن، اين القرية؟

اذا ابتعدنا قليلا وامعنا النظر، كما اخبرنا تعالى “إن في ذلك لآيات للمتوسمين”، أي لمن تأمل ذلك وتوسمه بعين بصره وبصيرته، فستظهر لنا علامات غريبة على الصخر، هذه العلامات ليست من فعل الطبيعة، ولا من فعل بشر، هناك نمط واضح وتناغم وتناسق، معظمها في نفس الاتجاه، وهناك مجموعة أخرى متناسقة أيضا، ولكن في اتجاه آخر.

فما الذي حدث هنا؟
- حدث كوني حصل هنا
- القرية لم تعد موجودة
- آثار الدمار واضحة على الصخور
- ما قد يحدث مثل هذا النمط هو ارتطامات سريعة وبقوة هائلة متجهة من الأسفل الى الأعلى.
- شبه الجزيرة الذي نراه تكون بعد الارتطام خلال الـ 4000 سنة الماضية
- الطريق المعبّد لم يكن موجوداً قبل منتصف تسعينيات القرن الماضي، لم يكن لأحد أن يمر من هذه المنطقة لشدة انحدار الصخور!
فما القوة التي تستطيع شق جرف بالصخر بهذا العرض وبهذا العمق؟ آثارهم في كل مكان.

الآن يتجلى معنى الآية الكريمة { وَلَقَدْ تَرَكْنَا مِنْهَا آيَةً بَيِّنَةً لِقَوْمٍ يَعْقِلُونَ } يقول الطبري: ولقد أبقينا من فَعْلتنا التي فَعَلْنا بهم آية، وتلك الآية هي عُفُوُّ آثارهم ومعناها: اندثار آثارهم بعد رحيلهم، أو محو ما تركوه من علامات بعد زوالهم.

يقول تعالى في سورة العنكبوت آية 34: إِنَّا مُنزِلُونَ عَلَىٰ أَهْلِ هَٰذِهِ الْقَرْيَةِ رِجْزًا مِّنَ السَّمَاءِ بِمَا كَانُوا يَفْسُقُونَ

وقال: إِنَّ مَوْعِدَهُمُ الصُّبْحُ ۚ أَلَيْسَ الصُّبْحُ بِقَرِيبٍ – هود 81
فماذا حصل بعدها – تابعونا في الجزء الثاني