العثور على قرية قوم لوط – الجزء الثاني، نعم إنها مقلوبة

فَجَعَلْنَا عَالِيَهَا سَافِلَهَا وَأَمْطَرْنَا عَلَيْهِمْ حِجَارَةً مِّن سِجِّيلٍ – الحجر 74

في الجزء الأول ذكرت بأن هناك مطابقة بين النحت في البحر الميت والتماثيل المكتشفة في موقع تيبي في تركيا.

كما وأنني أكاد اجزم بأن التمثال هو فعلاً لامرأة تنظر الى البحر وفي يدها اليسرى سلة وعلى رأسها متاع

واستدللت بأن الله حدد في القرآن الكريم، وبدقة، مكان القرية بقوله تعالى “وَإِنَّهَا لَبِسَبِيلٍ مُّقِيمٍ“. وحيث ان القرآن الكريم كتاباً متشابها مثاني، فإن معنى السبيل موجود في تفسير ابن كثير لسورة النحل – 15 “وكذلك جعل فيها سبلا أي : طرقا يسلك فيها من بلاد إلى بلاد ، حتى إنه تعالى ليقطع الجبل حتى يكون ما بينهما ممرا ومسلكا ، كما قال تعالى (وَجَعَلْنَا فِي الْأَرْضِ رَوَاسِيَ أَن تَمِيدَ بِهِمْ وَجَعَلْنَا فِيهَا فِجَاجًا سُبُلًا لَّعَلَّهُمْ يَهْتَدُونَ) الانبياء – 31″

وقد تبين لمن توسم أو أمعن النظر بأن هناك آثار لحدث غير طبيعي  وليس من صنع بشر عند مصب وادي الموجب.

المبهر بالموضوع، اننا كلما تتبعنا اثراً، عثرنا على دليل آخر يرشدنا، فعند تدقيق النظر في هذا التصوير في منطقة النحت، والذي  يحتوي على نمط صخري غريب. وكما قال تعالى: “إن في ذلك لآيات للمتوسمين”، أي لمن تأمل ذلك وتوسمه بعين بصره وبصيرته،

عند تقريب صورة الصخر الرسوبي في الصورة أعلاه، تجلى لنا مشهد ملفت جدا ولربما غير منطقي.

أولا كيف وضعت هذه الطبقات الرسوبية والحجارة الملساء فوق هذه الصخور الصلبة؟

  • جيولوجياً، طبقة الحجارة الملساء يجب أن تكون في الأعلى بينما الحجارة الحادة تكون في الأسفل.
  • طبقة الرمل غامقة اللون يجب ان تكون في الأعلى لأنها معرضة للأكسدة وعوامل الطبيعة
  • الصورة تظهر العكس، هل يذكركم هذا بقوله تعالى  فَجَعَلْنَا عَالِيَهَا سَافِلَهَا
  • هذا يعني أن القرية لم تسقط في الماء كما تخيّلنا، وانما سقطت على الجهة المقابلة على الصخور.

اذا نظرنا من خلال جوجل ايرث من الأعلى، فسيذهلكم المشهد، هذ جزء صغير من بقايا القرية أمام اعيننا، من شدة الارتطام ودقة التصويب والحرارة الهائلة، ارتفعت القرية الى الأعلى وسقطت مقلوبة على الصخور المقابلة.

قرأت في القرآن الكريم عن قوم نوح وعاد  وثمود وقوم لوط، ولكن ان أرى احدى هذه المعجزات أمامي وبأم عيني وأكون أول من يراها، فهذه نعمة وفضل من ربي، دقة الوصف في القرآن لا توصف، اذا كانت هناك ذرة من شك بداخلي، فقد تلاشت.

لقد بحث علماء الآثار عنها في كل مكان ولكن لم يجدوها، وذلك ببساطة، لأن كتب الأولين لم تحدد موقعها.

أما القرآن الكريم، فقد حدد مكانها وبدقة ووصف ما حدث لها. ولكم أن تتخيلوا كيف اقتلعت بالكامل وطارت وسقطت مقلوبة.

ربما هذه الآيات تخاطبنا نحن في زمننا هذا وفي هذه الأيام الصعبة: َإِنَّكُمْ لَتَمُرُّونَ عَلَيْهِم مُّصْبِحِينَ (137) وَبِاللَّيْلِ ۗ أَفَلَا تَعْقِلُونَ (138) لأنه لم يكن لأحد أن يمر من هذه المنطقة قبل منتصف تسعينيات القرن الماضي.

قال تعالى: فَجَعَلْنَا عَالِيَهَا سَافِلَهَا وَأَمْطَرْنَا عَلَيْهِمْ حِجَارَةً مِّن سِجِّيلٍ – الحجر 74

وقال: وَلَقَدْ تَرَكْنَا مِنْهَا آيَةً بَيِّنَةً لِقَوْمٍ يَعْقِلُونَ  – العنكبوت 35

وَإِنَّهَا لَبِسَبِيلٍ مُّقِيمٍ – الحجر76

 وَالْمُؤْتَفِكَةَ أَهْوَىٰ (53) فَغَشَّاهَا مَا غَشَّىٰ (54) – النجم

إِنَّكُمْ لَتَمُرُّونَ عَلَيْهِم مُّصْبِحِينَ (137) وَبِاللَّيْلِ ۗ أَفَلَا تَعْقِلُونَ (138)

نعم، هذه امرأة نبي الله لوط، توقف عليها الزمن، تحمل سلة بيدها ومتاعا على رأسها وتنظر بحسرة الى البحر حيث كانت قريتها. فهل من معتبر!

قمت بوضع علامة فارقة في الأماكن التي اختلف فيها لون التضاريس، على خريطة جوجل، وإذا عكسناها على البحر، فسيظهر لنا وبشكل تقريبي شكل المنطقة قبل الحدث.

التفسير العلمي لما حدث هنا هو ان المنطقة تكونت من تراكم الرمل والحجارة والصخور عبر ملايين السنين على شكل ردم في المنطقة المواجهة للجبال والتي قمت بتظليلها، واصبحت هذه المنطقة عبارة عن طبقة صخرية رسوبية. تطرق القرآن في أكثر من آية الى مصطلحات مثل رجزا (عذابا) من السماء وكسفا (قطعا) من السماء.

ففي سورة الطور، قال تعالى ﴿ وَإِن يَرَوْا كِسْفًا مِّنَ السَّمَاءِ سَاقِطًا يَقُولُوا سَحَابٌ مَّرْكُومٌ﴾ وذلك لأن سقوط النيازك (كسف من السماء) يشبه كثيرا السحاب المركوم من حيث التأثير على طبقات الجو العليا، وبالتالي فإن هذا التعبير معروف في القرآن الكريم.

السحاب المركوم Cumulonimbus

عند اقتراب النيزك من طبقات الجو الكثيقة، تبدأ درجات الحرارة الخارجية بالارتفاع ويصبح السطح الخارجي للنيزك كتلة ملتهبة. ما حدث هو سقوط نيزك على المنطقة بنقطقة التقاء الطبقة الرسوبية مع قاع البحر الميت وبالزاوية المناسبة، مما أدى الى رفع القرية بأكملها كطبقة واحدة، احتكاك الجزء البعيد بالجبال أدى الى تكون (الخدش والجروف) النمط الذي رأيناه على الصخور، كما وأدى هذا الاحتكاك الى ابطاء سرعة الجهة البعيدة من الارتطام، مما أدى الى انقلابها وسقوطها على الجهة المقابلة.

قال قتادة : كان في مدائن لوط أربعة آلاف ألف إنسان، أي أربعة ملايين، فانضرم عليهم الوادي شيئا من نار ونفط وقطران كفم الأتون. وهو تشبيه لشيءٍ شديد الحرارة، بالغ اللهيب، مرعب المنظر، يشبه فتحة التنور المشتعل.

هنا يتكلم قتادة عن مدائن، أي عدة مدن تشاركت في عمل السوء وقطع الطريق، هذه بقايا اكبرها وقد تكون منطقة تل الحمام من  ضمنها، والتي يقول الباحثون انها تعرضت لحرارة هائلة. قال ابن الجوزي في تفسير معنى المؤتفكات: أنها قرى ومدن قوم لوط.

كانت هذه احداها، وتاليا المنطقة بين حمامات ماعين والبحر الميت، منطقة بركانية وفوهات بركان واضحة.

المنطقة ما بين حمامات ماعين والبحر الميت، فوهات بركانية واضحة

منطقة تل الحمام، طريق عمان – البحر الميت. حسب تقرير الخبراء الجيولوجيون، تعرضت هذه المنطقة لدرجة حرارة عالية تقدر بألفي درجة صهرت الصخور، وقد اعتقد الفريق في البداية ان هذه هي قرية قوم لوط (سدوم).

منطقة تل الحمام، تعرّضت الحرارة عالية تفوق 200 درجة صهرت الصخور والأواني
صخور مصلية

انقر على ال QR Code أو صوره بهاتفك للانتقال الى موقع التصوير على جوجل ايرث.

موقع التصوير (النادي) ___________ موقع القرية – وادي الموجب

موقع التصوير من جوجل ايرث

بقلم: حسين أحمد كتّاب

بواسطة حسين كتّاب

CEO NABA for Software Inventor: Nitrate Production System, Fix-UR-Vision Publisher: Fussilat.org

أضف تعليق