قال تعالى في سورة الانفطار 6-8: { يٰأَيُّهَا ٱلإِنسَٰنُ مَا غَرَّكَ بِرَبِّكَ ٱلْكَرِيمِ } * { ٱلَّذِي خَلَقَكَ فَسَوَّاكَ فَعَدَلَكَ } * { فِيۤ أَيِّ صُورَةٍ مَّا شَآءَ رَكَّبَكَ }
هل كان رسول الله ذا علم بالأحياء أو الجينات أو الوراثة؟ إذا كانت الاجابة بـ نعم فمن علّمه، وإذا كانت الإجابة بـ لا، فمن أين اتى بما أخبرنا به؟ ستقول: وما علاقة الآيات أعلاه بعلم الجينات؟ فالظاهر يقول لا شيء، ولكن الباطن (تفسيرها) يقول كل شيء.
المندلية وعلم الوراثة الكلاسيكية
في أبسط مستوياتها الأساسية، تحدث الوراثة في الكائنات الحية عن طريق سمات منفصلة تسمى الجينات. كان “غريغور مندل” هو أول من لاحظ هذه الخاصية من خلال دراساته لفصل السمات الموروثة في نبات البازلاء.[25][26] لاحظ مندل في تجاربه التي كانت لدراسة سمة لون الوردة أن لون كل وردة في كل نبتة بازلاء كان أبيضَ أو بنفسجيا – لكن لم يكن أبدا لونًا متوسطًا بين هذين اللونين. تسمى هذه النسخ المختلفة المنفصلة للجين الواحد “الألائل”. لم يحظى عمل مندل بأهمية واسعة النطاق حتى تسعينات القرن التاسع عشر، بعد وفاته، بحث علماء آخرون في مسائل مشابهة مما أدى إلى إعادة اكتشاف أبحاثه. وليام باتسون، أحد مؤيدي أعمال مندل، كان أول من صاغ مصطلح علم الوراثة في سنة 1905. أي أن هذا العلم حديث نوعاً ما، فما كان لرسول الله أن يتعلمه من بشر!
الحلزوني المزدوج؟؟؟ { سُبْحَانَ ٱلَّذِي خَلَق ٱلأَزْوَاجَ كُلَّهَا مِمَّا تُنبِتُ ٱلأَرْضُ وَمِنْ أَنفُسِهِمْ وَمِمَّا لاَ يَعْلَمُونَ }
حدد الدكتوران جيمس واتسون وفرنسيس كريك بنية الحمض النووي في عام 1953، باستخدام الأشعة السينية لعلم البلورات من عمل روزاليند فرانكلين وموريس ويلكنز والذين أشارا إلى أن الحمض النووي له بنية حلزونية (على شكل لولبي). وكان لنموذجهما الحلزوني المزدوج؛ اثنان من خيوط الحمض النووي مع النيوكليوتيدات مشيرة إلى الداخل، كل من النيوكليواتيدات التكميلية له مطابق على خيط آخر لتشكيل ما يشبه الدرجات على سلم مفتول.[17] – ويكيبيديا.
الخرائط الجينية
يستخدم العلماء الخرائط الجينية لتوضيح كيفية نقل الصفات من جيل الى آخر، فهناك صفات مثل الطول ولون البشرة ولون الشعر ونعومته وشكل الانف والاذن ولون العينين وصفاتهما … صفات لا حصر لها تنتقل من جيل الى جيل من خلال اسس معينه يحاول علماء الاحياء فكها!

الخلاصة
في تفسير { فِيۤ أَيِّ صُورَةٍ مَّا شَآءَ رَكَّبَكَ }، على هذا الرابط، سأل النبيّ صلى الله عليه وسلم رجلاً، وقد وَلدت زوجته حديثاً، فقال له: ” ما وُلِدَ لَكَ؟ “ قال: يا رسول الله، ما عسى أن يولد لي، إما غلام، وإما جارية، قال: ” فَمَنْ يُشْبِهُ؟ “ قال: يا رسول الله من عسى أن يشبه؟ إما أباه، وإما أمه، فقال النبيّ صلى الله عليه وسلم عندها: ” مَهْ، لا تَقُولَنَّ هَكَذَا، إنَّ النُّطْفَةَ إذا اسْتَقَرَّتْ فِي الرَّحِمِ أحْضَرَ اللّهُ كُلَّ نَسَبٍ بَيْنَها وَبَينَ آدَمَ، أما قَرأْتَ هَذِهِ الآيَةَ فِي كِتابِ اللّهِ فِي أيِّ صُورَةٍ ما شاءَ رَكَّبَكَ قال: سَلَكَكَ “.
التوضيح
النطفة مصدرها تزاوج مني الرجل مع بويضة الأنثى، أما صفات الوليد فتأتي من صفات نسب الأب لآدم عليه السلام ونسب الأم لآدم عليه السلام، أي جميع الصفات الجينية بين المولود وآدم عليه السلام.
وهناك حديث مالك بن الحويرث أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : إن الله تعالى إذا أراد خلق عبد ، فجامع الرجل المرأة ، طار ماؤه في كل عرق وعضو منها ، فإذا كان يوم السابع جمعه الله ، ثم أحضره في كل عرق له دون آدم : في أي صورة ما شاء ركبك قال ابن منده : إسناده متصل مشهور على رسم أبي عيسى والنسائي وغيرهما.
وفي الصحيحين عن أبي هريرة أن رجلاً قال يا رسول الله إن امرأتي ولدت غلاماً أسود، قال ” هل لك من إبل؟ ” قال نعم، قال ” فما ألوانها؟ ” قال حمر، قال ” فهل فيها من أورق؟ ” قال نعم، قال ” فأنى أتاها ذلك؟ ” قال عسى أن يكون نزعه عرق. قال ” وهذا عسى أن يكون نزعة عرق “
أوْرَق : (صفة مشبهة) (صفة). 1 – لَوْنٌ أوْرَق : لَوْنه لَوْن الرَّمَادِ. 2 – شابٌّ أوْرَق : أسْمَر.
يقدّر العلماء أن النطفة “تبدأ” في التكون في المبيض في اليوم الرابع وتزرع Implant في الرحم في اليوم الرابع عشر (علقة)، وهنا يخبرنا رسول الله بأن جَمْع صفات الابوين “يكتمل” في اليوم السابع! ومن ثم تنتقل النطفة الى الرحم لتصبح علقة.

فمن علّم رسول الله ان الصفات الجينية تنتقل من جيل الى آخر على شكل خرائط جينية؟ ومن علّمه أن النطفة تكتمل في اليوم السابع في المبيض ومن ثم تنتقل الى الرحم وتعلق به (علقة) ؟ لا احد! { إِنْ هُوَ إِلاَّ وَحْيٌ يُوحَىٰ }!
{ وَمَا يَنطِقُ عَنِ ٱلْهَوَىٰ } * { إِنْ هُوَ إِلاَّ وَحْيٌ يُوحَىٰ } * { عَلَّمَهُ شَدِيدُ ٱلْقُوَىٰ } *
بقلم: حسين أحمد كتّاب
