فرضيّة الأرض النادرة في القرآن، وما يعقلها الا العالمون – كيف خلق الله الأرض؟

صورة حقيقية التقطها التلسكوي منعدد اللواقط للأمواح تحت ال ميليمتر ALMA لنظام شمسي في مراحله الأولى من التكوّن وتضح كيف تقوم الكواكب بتنظيف مساراتها من الأنقاض
صورة حقيقية التقطها التلسكوي منعدد اللواقط للأمواح تحت ال ميليمتر ALMA لنظام شمسي في مراحله الأولى من التكوّن وتضح كيف تقوم الكواكب بتنظيف مساراتها من الأنقاض

{ وَتِلْكَ ٱلأَمْثَالُ نَضْرِبُهَا لِلنَّاسِ وَمَا يَعْقِلُهَآ إِلاَّ ٱلْعَالِمُونَ } * { خَلَقَ ٱللَّهُ ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلأَرْضَ بِٱلْحَقِّ إِنَّ فِي ذٰلِكَ لآيَةً لِّلْمُؤْمِنِينَ } العنكبوت – 43

وتفسيرها يقول تعالـى ذكره لنبـيه مـحمد صلى الله عليه وسلم: خـلق الله يا مـحمد السموات والأرض وحده منفرداً بخـلقها، لا يشركه فـي خـلقها شريك { إنَّ فِـي ذلكَ لآيَةً }: يقول إن فـي خـلقه ذلك لـحجة لـمن صدق بـالـحجج إذا عاينها، والآيات إذا رآها.

 عند قيام أي شخص بتقديم دعوى قضائية أو برائة إختراع فانه يقوم بشرح القضية للقاضي أو لمكتب براءة الإختراع ثم يُقدم الحجج أو claims والتي تدعم قضيتة، مما يطرح التساؤل، هل هذا هو الاسلوب الذي اتبعة تعالى جل جلالة “بدعواه” بخلق السموات والأرض؟ فـ “البيّنة على المدّعي”، كما قال رسول االله. هذا ما يتضح من نص الآيات 43 و 44 من سورة العنكبوت ومن تفسيرها أيضا! فالآية الكريمة تخبرنا بأن الله تعالى خلق السموات والأرض وحده منفرداً بخـلقها، لا يشركه فـي خـلقها شريك، وإن فـي خـلقه ذلك لـحجة لـمن صدق بـالـحجج إذا عاينها، والآيات إذا رآها. فأين هي هذه الآيات؟ وما هي تلك الحجج التي تتعلّق بخلق السموات والأرض والتي قدّمها تعالى لنا في محكم كتابه والتي علينا معاينتها؟ وبما أن الله ضرب لنا هذه الأمثال والحجج وأخبرنا بأن علينا عقلها أو ربطها بالعلم(مَا يَعْقِلُهَآ إِلاَّ ٱلْعَالِمُونَ)، أو بمعنى آخر أن نصل خطاً بين هذه الآيات وما يقوله العلم، فعلينا أن نتعرّف على ما يقوله العلم الحديث في خلق الأرض؟ ثم علينا ربطه بآيات الله في القرآن الكريم.

تمت الاشارة الى كافة المراجع المستخدمة في هذه المقالة بروابط تؤدي الى اصل المعلومة مثل موقع تفسير القرآن الكريم، ومواقع وكالة الفضاء الأمريكية ناسا، وموقع ويكيبيديا، ومواقع اخبارية ومواقع علمية أخرى ذات علاقة، بالإضافة الى موقع باحث اللغوي وذلك لكي يتأكد القارئ من صدق المعلومة.

في العلم الحديث، وضعت فرضيتان لوجود كوكب صالح للحياة وهما:

الفرضية الأولى:

مبدأ العادية (وهو نوع من المبدأ الكوبرنيكي), التي أقترحها كلاً من كارل ساغان وفرانك دريك. يستنتج المبدأ العادي بأن الأرض مجرد كوكب صخري نموذجي في منظومة كوكبية نموذجية، تقع في منطقة غير مميزة من المجرة الحلزونية العادية. ولذلك، سيكون من المحتمل بأن الحياة المعقدة ستنشأ في بعض أرجاء من الكون.

في الرابع من نوفمبر عام 2013، خلص العلماء الى احصائية مبنية على عينات من المركبة كبلر Kepler الى أنه من الممكن أن يوجد في مجرتنا ما يزيد عن 40 مليار كوكب بحجم كوكب الأرض تدور بمدارات في المنطقة الصالحة للحياة (الماء بحالة سائلة إن وجد) حول نجوم بحجم شمسنا وحول الأقزام الحمراء، 11 مليار منها تدور حول نجوم بحجم شمسنا وبمدارات صالحة للحياة.

الفرضية الثانية:

في علم الفلك الكوكبي وعلم الأحياء الفلكي، تقول فرضية الأرض النادرة (Rare Earth hypothesis) بأن الحياة متعددة الخلايا والمعقدة (الحيوانات) والتي ظهرت على الأرض، تحتاج إلى مزيج من الظروف الفيزيائية الفلكية والجيولوجية صعبة الحدوث. اشتُقّ مصطلح “الأرض النادرة Rare Earth” من اسم كتاب نشر في عام 2000 “الأرض النادرة: لماذا الحياة المعقدة غير شائعة في الكون؟ Rare Earth: Why Complex Life Is Uncommon in the Universe”، والذي كتبه بيتر وورد Peter Ward، وهو جيولوجي وعالم إحاثة، ودونالد برونلي Donald E. Brownlee، وهو فلكي وأحيائي فلكي. إعترض وورد وبرونلي على النظرية الأولى قائلين بأن: إمكانية الكواكب، والمنظومات الكوكبية، والمناطق المجرية لإستضافة الحياة المعقدة كما هو الحال في كوكب الأرض، نادراً جداً. وبالاستنتاج بأن الحياة المعقدة ليست شائعة في كوننا. قد تكون فرضية الأرض النادرة هي الحل المحتمل لمفارقة فيرمي التي تقول بأنه: “إذا كانت الحياة الفضائية الخارجية شائعة في الكون، فلماذا لم تظهر لنا تلك الحياة؟”

إذا لم تستطع مشاهدة التسجيل، انقر هنا

بينما وصفت الفرضية الأولى سهولة وجود كوكب صالح “للحياة المعقّدة” والاحصائيات الحديثة تدعمها، وضعت الفرضية الثانية أُسس علمية  وحتى معادلة رياضية لإحتمال وجود مثل هذا الكوكب وتتلخص هذه الاسس بما يلي:

1- المكان المناسب في النوع المناسب من المجرات

تركز فرضية الأرض النادرة على موقع النظام الشمسي (النجم وما حوله من كواكب) في المجرّة، فأطراف المجرات لا تحتوي على عناصر ثقيلة وبالتالي فإن النجوم التي تتكوّن على أطراف المجرّات Population II Stars تحتوي على العناصر الخفيفة فقط مثل الهايدروجين والهيليوم، هذا يعني أنه لا يمكن تكوّن الكواكب الصلبة حول تلك النجوم. لتكوين العناصر الثقيلة، تبدأ هذه النجوم بتحويل عناصر الهايدروجين والهيليوم من خلال الاندماج النووي الى عناصر ثقيلة وتتكون دورة الكربون-النيتوجين-الاكسجين C-N-O بداخلها ومن ثم تبدأ بتحويل هذه العناصر الى عناصر أثقل مثل الكالسيوم والحديد والسيليكون. عند انتهاء المرحلة الرئيسية من حياة هذه النجوم فإنها بمعظم حالاتها تنفجر على شكل سوبر نوفا او المستعر الأعظم ويتنج عنه سحابة دخانية تتكون منها الانظمة الشمسية الأكثر معدنية Population I Stars مثل نظامنا الشمسي حيث تتكون الشمس والكواكب حولها نتيجة التكثف بفعل الجاذبية.

كما وتفيد الفرضية ضمن هذا البند بأن النظام الشمسي يجب أن يكون بعيداً عن مركز المجرة لاحتواثها على تركيزات عالية من اشعة إكس وأشعة جاما الضارة للحياة العضوية والتي تصدر من الثقب الأسود في مركز المجرّة وانفجارات النجوم والتي تكثر في أذرع المجرّة.

فماذا قال تعالى في كتابه الكريم؟

فيما يخص موقع النظام الشمسي في المجرة، ذكر لنا تعالى في سورة فصِّلت آية 12 { ثُمَّ ٱسْتَوَىٰ إِلَى ٱلسَّمَآءِ وَهِيَ دُخَانٌ فَقَالَ لَهَا وَلِلأَرْضِ ٱئْتِيَا طَوْعاً أَوْ كَرْهاً قَالَتَآ أَتَيْنَا طَآئِعِينَ } فالله تعالى أمر منطقة من السماء والتي كانت بحالة دخان والأرض التي تكونت بداخلها في أربعة أيام أن يأتيا الى حيث أمرهما، فقالتا “أتينا طائعين”. وفعل الأمر هذا رغم صعوبة استيعاب فكرته، يوضح اهمية نقل السماء التي كانت بحالة دخان والأرض التي بداخلها الى حيث اراد الله.  ما يدعم هذا التفسير قول الشيخ الشعراوي في تفسير كلمة “سواء” بأن الأيام الأربعة الأولى كانت متساوية في المده على غرار اليومين التاليين في قوله تعالى {وَجَعَلَ فِيهَا رَوَاسِيَ مِن فَوْقِهَا وَبَارَكَ فِيهَا وَقَدَّرَ فِيهَآ أَقْوَاتَهَا فِيۤ أَرْبَعَةِ أَيَّامٍ سَوَآءً لِّلسَّآئِلِينَ وهذا ما أكده الرازي في تفسير كلمة سواء فقال “إن الأيام قد تكون متساوية المقادير كالأيام الموجودة في أماكن خط الاستواء وقد تكون مختلفة كالأيام الموجودة في سائر الأماكن، فبيّن تعالى أن تلك الأيام الأربعة كانت متساوية غير مختلفة.

رسم بياني يظهر الهبوط المفاجيء في كمية الرياح الشمسية لدى خروج المركبة فوييجر 1 من السقف المحفوظ heliopause

أما فيما يخص الأشعة الكونية فقد تطرّق لها بديع السموات والأرض من منظار أدق حيث أخبرنا تعالى بأنه رفع السماء ووضع الميزان كما بينا في مقالتنا وجعلنا السماء سقفا محفوظا – موج مكفوف عنكم حيث سماها تعالى بالسقف المحفوظ وهي المنطقة التي وضع فيها الميزان أو نقطة التوازن heliopause ووصف رسولنا الكريم الغاية من رفع السماء بـ “موج مكفوف عنكم” ووصف شكلها بالقبّة. علميا تعتبر هذه المنطقة هي المكان التي تلتقي به الرياح الشمسية الناتجة عن الشمس مع الأشعة الكونية وهي أمواج كهرومغناطيسية ذات تردد عالي جداً X-ray & Gamma-ray. الميزان يعتمد على عاملين رئيسيين هما قوة الرياح الشمسية الصادرة من النجم من جهة وقوة الأشعة الكونية من جهة أخرى والتي تعتمد على بعد النجم عن مركز المجرة بشكل رئيسي. فإذا كان النجم ضعيفا فإن الرياح الشمسية ستكون ضعيفة بذات النسبة وبالتالي قد يكون موقع الميزان قريبا من مدارات الكواكب ان لم يكن بها وبذلك تنتفي الغاية. ذات النتيجة قد تحصل اذا كان النظام الشمسي قريبا من مركز المجرة إذ أن ارتفاع تركيز الأشعة سيكون له ذات الأثر على السقف المحفوظ إن لم يؤدي الى انهياره.

صورة توضح منطقة الاتزان بين الأشعة الكونية والرياح الشمسية والتي وصفها تعالى في سورة الرحمن بالميزان
صورة توضح منطقة الاتزان بين الأشعة الكونية والرياح الشمسية والتي وصفها تعالى في سورة الرحمن بالميزان

 2- أن يكون مدار الكوكب على بعد مناسب من النوع المناسب من النجم

صنف العلماء النجوم حسب حجمها ودرجة سطوعها وبناء على هذه المعطيات، وضع العلماء حزام وهمي حول النجم يكون من الممكن للماء إذا تواجد على الكوكب الصلب أن يكون في حالته السائلة أي بين درجة مئوية واحدة و 99 درجة مئوية، كما وأن كمية الماء الموجودة على سطح الكوكب يجب أن لا تكون قليلة أو زائدة بحيث تغرق كامل سطح الكوكب. وحيث أن بعد هذا الحزام الوهمي عن النجم يعتمد على قوة النجم، فإن هذه المعادلة تخلق تحديا جديدا في حالة النجوم التي بحجم شمسنا أو أصغر حيث أن قرب الحزام من النجم يعني أن الكواكب ستدخل في حالة القفل المدّي مع النجم، أي أن منطقة معينة ستواجه النجم بشكل دائم بينما يبقى النصف الآخر مظلما. وتعتبر ظاهرة القفل المدّي ظاهرة علمية وفلكية يدخل بها الجرم السماوي بترابط مع الجرم الذي يدور حوله مثل القمر مع الأرض وكوكب عطارد (شبه مترابط) مع الشمس وتحدث هذه الظاهرة عادة عندما يكون الجرم التابع قريبا نسييا من الجرم المتبوع. القفل المدّي سيجعل الكوكب جحيما بلا ماء (إن وجد) في المنطقة المعرّضة للنجم بينما تصبح مناطق الليل المظلمة مغطاة بالثلج والجليد وستصبح حرارتها تقارب 200 درجة تحت الصفر. بمعنى آخر سيكون هناك كوكب غير صالح للحياة.

فماذا قال تعالى في كتابه الكريم

لقد وردت في القرآن عدة آيات تتحدث عن كيفية انزال الماء من السماء وكما بينّا في مقالتنا كيف أنزل الله الماء، فقال تعالى في الماء الأية الكريمة  وَأَنزَلْنَا مِنَ ٱلسَّمَآءِ مَآءً بِقَدَرٍ فَأَسْكَنَّٰهُ فِي ٱلأَرْضِ وَإِنَّا عَلَىٰ ذَهَابٍ بِهِ لَقَٰدِرُونَ ونفسيرها ماء هو من السماء. وقوله: { وَإنَّا علـى ذهابٍ بِهِ لَقادِرُونَ } يقول جلّ ثناؤه: وإنا علـى الـماء الذي أسكناه فـي الأرض لقادرون أن نذهب به فتهلكوا أيها الناس عطشاً وتـخرب أرضوكم، فلا تنبت زرعاً ولا غرساً، وتهلك مواشيكم، يقول: فمن نعمتـي علـيكم تركي ذلك لكم فـي الأرض جارياً.”، فالكمية التي انزلت كانت بقدر، بينما كلمة “جاريا” في تفسير الآية مهمة جدا إذ أنها تعني أن الماء يجب أن يكون بحالته السائلة. الأية الفيصل والتي تتطرق الى هذه البند من النظرية مباشرة هو أن الله جعل من الماء كل شيء حي { أَوَلَمْ يَرَ ٱلَّذِينَ كَفَرُوۤاْ أَنَّ ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلأَرْضَ كَانَتَا رَتْقاً فَفَتَقْنَاهُمَا وَجَعَلْنَا مِنَ ٱلْمَآءِ كُلَّ شَيْءٍ حَيٍّ أَفَلاَ يُؤْمِنُونَ }  الأنياء 30

كما وأن الله تعالى أخبرنا في سورة الفرقان بأن الأرض كانت فعلا بحالة القفل المدي مع الشمس وهو أحد موانع تكوّن الحياة عليها إذ سيكون الماء إما بحالته المتجمدة أو بحالته الغازية. وقد أخبرنا تعالى في ما يقارب ال 33 آية عن عظمة خلق الليل والنهار، وأن الله حرر الأرض من القفل المدّي بعد أن قبض اليه الظل قبضا يسيرا، وكما بينّا في مقالتنا ألم تر الى ربك كيف مد الظل ولو شاء لجعله ساكنا.

3- الترتيب المناسب من الكواكب

تفيد النظرية بأن ترتيب الكواكب في نظامنا الشمسي هو الأفضل والأعلى كفاءة، حيث تتواجد الكواكب الصلبة بقرب الشمس بينما تتواجد الكواكب الغازية الضخمة في الخارج، كما وتؤكد النظرية بأن وجود الكواكب الغازية يوفر خاصية الحماية للأرض  “gas giants provide protection for the inner rocky planets” وأن الحياة على الأرض غير ممكنة دون وجود كوكب المشتري.

فماذا قال تعالى في كتابه الكريم؟

بينما لم يتطرق القرآن لترتيب الكواكب، أكد تعالى وفي ثلاثة آيات أهمية وجود هذه الكواكب لحفظ الأرض وكما بينّا في مقالتنا وزينّا السماء الدنيا بمصالبح وحفظا.

سورة الصافات 6: إِنَّا زَيَّنَّا السَّمَاءَ الدُّنْيَا بِزِينَةٍ الْكَوَاكِبِ، وَحِفْظًا مِّن كُلِّ شَيْطَانٍ مَّارِدٍ

سورة فصلت 12: وَزَيَّنَّا السَّمَاءَ الدُّنْيَا بِمَصَابِيحَ وَحِفْظًا

سورة الملك 5: وَلَقَدْ زَيَّنَّا السَّمَاءَ الدُّنْيَا بِمَصَابِيحَ وَجَعَلْنَاهَا رُجُومًا لِّلشَّيَاطِينِ

Comparison-Planets

نستطيع أن نستدل بأن:

أ-  المصابيح هي الكواكب

ب-  أن هذه الكواكب وجدت لتحفظ الكرة الأرضية بالاضافة لكونها زينة

ج- أن الكواكب توفّر غاية الحفظ من خلال جعلها رجوماً للشياطين

د-  أن السماء الدنيا تحتوي على الكواكب –  النظام الشمسي

والشَّيْطانُ في لسان العرب: م، كلُّ عاتٍ مُتَمَرِّدٍ من إنْسٍ أَو جِنٍّ أَو دابَّةٍ .

4- مدار مستقر وثابت

صورة حقيقية التقطها التلسكوي منعدد اللواقط للأمواح تحت ال ميليمتر ALMA لنظام شمسي في مراحله الأولى من التكوّن وتضح كيف تقوم الكواكب بتنظيف مساراتها من الأنقاض
صورة حقيقية التقطها التلسكوب متعدد اللواقط للأمواح تحت ال ميليمتر ALMA لنظام شمسي في مراحله الأولى من التكوّن والذي يوضح كيف تقوم الكواكب بتنظيف مساراتها من الأنقاض

تستثني النظرية الأنظمة الشمسية التي تحتوي على كواكب بحجم كوكب المشتري في مدارات قريبة من النجم أو ما يسميه العلماء بـ “المشتري الحار” إذ أن الكواكب الغازية الضخمة تتكون عادة في المدارات البعيدة، مما يعني أن وجودها بالقرب من النجم نتج عن هجرة هذه الكواكب الى المدارات السفلى القريبة من النجم، عملية الهجرة بين المدارات ستحدث فوضى في مدارات الكواكب الصلبة مما يؤدي الى إحداث فوضى مناخية عليها. وبالتالي فإن النظرية تستبعد أي نظام شمسي يتم اكتشافه ويحتوي على “المشتري الحار”.

فماذا قال تعالى في كتابه الكريم؟

أقسم تعالى يالخنس، الجوار الكنس فقال { فَلا أُقْسِمُ بالخُنَّسِ الجَوَارِ الكُنَّسِ } التكوير – 16، قال أهل التأويل: هي النجوم الدراريّ الخمسة: بَهْرام، وزُحَل، وعُطارد، والزُّهَرَة، والمُشْتَري – تفسير الطبري، وهي الكواكب المعروفة في ذاك الوقت. ذكر من قال أن رجلاً قام إلى عليّ رضي الله عنه، فقال: ما { الجَوَارِ الْكُنَّسِ } قال: هي الكواكب. أي أن الله تعالى أقسم بالكواكب واصفاً إياها بأنها 1- تخنس 2- تجري 3- تكنس!

بعد جدل طويل وواسع، توصّل الاتحاد الفلكي الدولي عام 2006  إلى تعريف “الكَوكَب” ضمن نظامنا الشمسي على أنه جرم سماوي 1- يجري في مدار حول الشمس (جَوار؟) 2- كبير بما يكفي ليصبح شكله مستديرًا بفعل قوة جاذبيته (خُنّس؟) 3- يستطيع أن يُخلي مداره من الكواكب الجنينية أو الكويكبات  (كُنّس؟). وفي حال عدم وجود تناسق في مدارات الكواكب، فإنها لن تستطيع أن تكنس مداراتها، مما يعني أنها لن تخنس، إذ يحتاج تنظيف المدارات الى مثابرة في الدوران على نفس المدار لفترات طويلة. وتذكر معنى كلمة شَّيْطانُ في لسان العرب: م، كلُّ عاتٍ مُتَمَرِّدٍ من إنْسٍ أَو جِنٍّ أَو دابَّةٍ . إقرأ مقالتنا: ما هي الخنّس، الجوار الكنّس.

5- كوكب صلب من الحجم المناسب

 من وجهة نظر اصحاب النظرية، فإن الحياة تتطلب سطحا صلبا لكي تنشأ عليه الحياة ، إذ أن الحياة غير ممكنه في الكواكب الغازية مثل زحل والمشتري لأنها لا تحتوي على سطح صلب. كما وتضيف النظرية بأن الكواكب الصغيرة سيكون لها غلاف جوي خفيف وبالتالي فإنه سيحدث تفاوت كبير بين درجات حرارة الليل والنهار مما سيضر بالحياة العضوية وستصبح استدامة البحار والمحيطات صعبة بسبب هذا التفاوت بدرجات الحرارة. كما وأن صغر حجم الكوكب سيؤدي الى ظهور جبال عالية وأودية سحيقة وسيبرد قلب الكوكب بسرعة وبالتالي قد لا تحدث حركة في الصفائح التكتونية أو تتوقف بعد فترة قصيرة.

فماذا قال تعالى في كتابه الكريم؟

هناك مادتين أخبرنا تعالى بأنه أنزلهما على الأرض وهما الماء والحديد، فقال تعالى في الماء الأية الكريمة  وَأَنزَلْنَا مِنَ ٱلسَّمَآءِ مَآءً بِقَدَرٍ فَأَسْكَنَّٰهُ فِي ٱلأَرْضِ وَإِنَّا عَلَىٰ ذَهَابٍ بِهِ لَقَٰدِرُونَ،  كوكب الأرض هو الكوكب الوحيد في نظامنا الشمسي ذو الباطن المنصهر ومجال مغناطيسي قوي، فالحديد بكميته الموجودة بباطن الأرض (إقرأ كيف أنزل الله الحديد)، وهي الأكبر بين الكواكب الصلبة، هي المسؤولة عن الحركة في الصفائح التكتونية وبالتالى توليد المجال المغناطيسي للأرض، وهو المسؤول عن صد الرياح الشمسية، والتي إذا وصلت الى الغلاف الجوي ستكون قادرة علي الذهاب بالماء الموجود على سطح الأرض “وَإِنَّا عَلَىٰ ذَهَابٍ بِهِ لَقَٰدِرُونَ” كما حدث لكوكب المرّيخ، ويحدث لكوكب الزهرة، مثال حي لنعتبر منه.

صورة توضح شق الأرض التي مدّها تعالى فوق سطح الماء وكانت على مرحلتين
صورة توضح شق الأرض التي مدّها تعالى فوق سطح الماء وكانت على مرحلتين

عندما أنزل الله الماء على الأرض (إقرأ كيف أنزل الله الماء) والتي كانت تفتقر الى الجبال في حينها، غُمر كامل سطح الأرض بالماء، ومن ثم بدأ جبل بركاني بالتراكم تحت سطح الماء ووصل الى سطح الماء حيث توجد الكعبة الآن، بقيت هذه البقعة على سطح الماء لمدة ألفي عام حيث كانت الأمواج القوية تمنع الحمم البركانية من التراكم فوق سطح الماء. ثم بدأت اليابسة بالإتساع من تحتها والتي سمّاها تعالى بمرحلة “مدّ الأرض” فوق سطح الماء (أقرأ: وإلى الأرض كيف سطحت) ثم شق الله الأرض التي مدّها. وصفت هذه المراحل في سورة عبس آية 24 فقال تعالى { فَلْيَنظُرِ ٱلإِنسَانُ إِلَىٰ طَعَامِهِ } * { أَنَّا صَبَبْنَا ٱلْمَآءَ صَبّاً } * { ثُمَّ شَقَقْنَا ٱلأَرْضَ شَقّاً }. وهذه المرحلة توضح ضرورة وجود اليابسة فوق سطح الماء! فلولا وجود الباطن المنصهر والحركة في الصفائح التكتونية، لبقيت اليابسة تحت سطح الماء، وبالتالي لما وجدت الحياة البريّة.

6- وجود الصفائح التكتونية

يرى واضعوا هذه النظرية ومؤيدوها أن وجود الصفائح التكتونية ضروري لوجود وإستمرارية الحياة المتقدمة، ويصرّ واضعوا هذه النظرية على أن تنوّع أشكال الحياة، وثبات المناخ، ودورة الكربون والمجال المغناطيسي هي عوامل ضرورية لأطياف الحياة المتقدمة وتُعزى جميعها الى الصفائح التكتونية.

فماذا قال تعالى في كتابه الكريم؟

ربط تعالى اساسيات وجود طعامنا بعاملبن مهمين وهما 1- صب الماء بكميّات ضخمة ثم 2- شق الأرض، فقال في سورة عبس آية 24 { فَلْيَنظُرِ ٱلإِنسَانُ إِلَىٰ طَعَامِهِ } * { أَنَّا صَبَبْنَا ٱلْمَآءَ صَبّاً } * { ثُمَّ شَقَقْنَا ٱلأَرْضَ شَقّاً } * {فَأَنبَتْنَا فِيهَا حَبّاً } * { وَعِنَباً وَقَضْباً } * { وَزَيْتُوناً وَنَخْلاً } * { وَحَدَآئِقَ غُلْباً فالأرض لا يمكن شقها الا بوجود صفائح تكتونية، أما ما نتج عن صب الماء وشق الأرض فهو الإنبات.

حركة القطع
حركة الصفائح التكتونية كما هي في الكرة الأرضية

وورد وصف الصفائح التكتونية في عدة سور من القرآن الكريم وحتى أن الله تعالى وصف حركتها ومناطق نشأتها!

تصف الآية 3 من سورة الرعد مرحلة مهمة من تكوّن الكرة الأرضية فوصف تعالى كيف أوسع اليابسة فوق سطح الماء وخلق الجبال أو الرواسي والتي لها دور مهم في تثبيت اليابسة فوق الباطن المنصهر، كما وأخبرنا تعالى أن من آياته أنه أوجد في الأرض قطع متجاورات وهو النوع الأول من حركة الصفائح التكتونية فقال وَهُوَ ٱلَّذِي مَدَّ ٱلأَرْضَ وَجَعَلَ فِيهَا رَوَاسِىَ وَأَنْهَاراً وَمِن كُلِّ ٱلثَّمَرَاتِ جَعَلَ فِيهَا زَوْجَيْنِ ٱثْنَيْنِ يُغْشِى ٱلَّيلَ ٱلنَّهَارَ إِنَّ فِي ذٰلِكَ لآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ  وَفِي ٱلأَرْضِ قِطَعٌ مُّتَجَاوِرَاتٌ وَجَنَّاتٌ مِّنْ أَعْنَابٍ وَزَرْعٌ وَنَخِيلٌ صِنْوَانٌ وَغَيْرُ صِنْوَانٍ  يُسْقَىٰ بِمَآءٍ وَاحِدٍ وَنُفَضِّلُ بَعْضَهَا عَلَىٰ بَعْضٍ فِي ٱلأُكُلِ إِنَّ فِي ذٰلِكَ لآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يَعْقِلُونَ

قطع متجاوراتوفي سورة الرعد أيضا آية 41 أخبرنا تعالى بالنوعين الثاني والثالث من حركة الصفائح التكتونية ألا وهي التباعد والتقارب (الخضوع) فقال    أَوَلَمْ يَرَوْاْ أَنَّا نَأْتِي ٱلأَرْضَ نَنقُصُهَا مِنْ أَطْرَافِهَا وَٱللَّهُ يَحْكُمُ لاَ مُعَقِّبَ لِحُكْمِهِ وَهُوَ سَرِيعُ ٱلْحِسَابِ كما وأكد تعالى في سورة الأنبياء آية 41 ذات الحدث فقال  بَلْ مَتَّعْنَا هَـٰؤُلاۤءِ وَآبَآءَهُمْ حَتَّىٰ طَالَ عَلَيْهِمُ ٱلْعُمُرُ أَفَلاَ يَرَوْنَ أَنَّا نَأْتِي ٱلأَرْضَ نَنقُصُهَا مِنْ أَطْرَافِهَآ أَفَهُمُ ٱلْغَالِبُونَ

وصف تعالى حركة الأرض في منطقة التباعد بين الصفائح ووصفها بالصدع، والصَّدْعُ في لسان العرب هو “الشَّقُّ في الشيءِ الصُّلْبِ كالزُّجاجةِ والحائِطِ وغيرهما، وجمعه صُدُوعٌ؛… وقيل: صَدّعه شقّه ولم يفترق” وأقسم تعالى بهذا الصدع الموجود على عمق 7000 متر تحت سطح المحيط الأطلسي وبطول 16 ألف كيلومتر قسما غليظا في سورة الطارق – 12 فقال { وَٱلأَرْضِ ذَاتِ ٱلصَّدْعِ } * { إِنَّهُ لَقَوْلٌ فَصْلٌ } * { وَمَا هوَ بِٱلْهَزْلِ } * وقد وصفت كتب التفسير هذا الصدع بأنه  “والأرض ذات النبات؛ لأن النبات صادع للأرض. وقال مجاهد: والأرض ذات الطُّرُق التي تَصْدَعها المشاة. وقيل: ذاتِ الحَرْث، لأنه يصدعه” وأيضا “هذه تصدع عما تحتها” وأيضا “مثل المأزم مَأْزِمِ مِنًى”، انقر هنا لقراءة المقالة بالكامل.

7- قمر كبير

كوكب الأرض هو الكوكب الصلب الوحيد والذي يدور حوله قمر كبير، ومن حيث النسبة، فإن كوكب الأرض هو الكوكب الوحيد في النظام الشمسي الذي يبلغ قطر قمره ربع قطره، فكواكب عطارد والزهرة لا تملك اقمارا بينما يعتبر القمر فوبوس والذي يدور حول المريخ عبارة عن نيزك صغير تم اسره بفعل الجاذبية. يعتقد العلماء أن للقمر دور مهم في تثبيت دوران الأرض حول محورها وهذا يؤدي الى الثبات المناخي عبر آلاف وملايين السنين، وهو عامل ضروري لاستمرارية الحياة. كما وللقمر دور مهم في المد والجزر إذ يعتقد العلماء أن القمر قام بتخفيف سرعة دوران الأرض حول نفسها وبالتالي خفف من سرعة الرياح التي قد تضر بالحياة العضوية. يعتقد أن العلماء أن ولادة القمر كان العامل المحفز لبدء واستمرارية حركة الصفائح النكتونية الناتجة عن حركة باطن الأرض المنصهر وهو الدينمو الذي يولد المجال المغناطيسي للأرض.

فماذا قال تعالى في كتابه الكريم؟

ذُكر القمر في القرآن الكريم 27 مرة منها 7 مرات حول موضوع تسخير الشمس والقمر. والمعنى في كتب التفسير حول تسخير الشمس والقمر هو “{ وسَخَّرَ الشَّمْسَ والقَمَرَ } يقول: وأجرى الشمس والقمر فـي السماء، فسخرهما فـيها (السماء) لـمصالـح خـلقه، وذللهما لـمنافعهم“، أي أن الشمس والقمر ذُللت لمنافع ومصالح خلق الله. فالحياة غير ممكنة بدون الشمس والتي هي مصدر النور والطاقة والتي هي أحد مسببات الحياة العضوية على الأرض. إقتران الشمس والقمر في الآيات يضيف صفة التساوي من حيث الأهمية لمنافع الخلق. فإذا كانت الحياة غير ممكنة بدون الشمس، فإنها لن تكون ممكنة بلا قمر! إقرأ مقالتنا كيف ستكون الحياة بلا قمر.

8- الوقت المناسب للتطور 

يُجمع العلماء على أن الشمس تكونت وأضاءت في في المراحل الأولى من تكوّن النظام الشمسي  وهذا أيضا الحال بالنسبة للكواكب ومنها الأرض، ولكن ما يثير حيرة العلماء هو سبب تأخر نشأة الحياة على الأرض وما يسمى الانفجار (الحيوي) الكامبري وهو ظهور مفاجيء جيولوجي لمتحجرات أسلاف الحيوانات المألوفة ضمن السجل الأحفوري الأرضي قبل 542 مليون سنة! يترافق هذا الانفجار بظهور التنوع في المتعضيات مثل البلانكتونات النباتية phytoplankton ومتحجرات دقيقة متكلسة مستعمرية متنوعة تتجمع تحت اسم ميكروبات كلسية calcimicrobe في مختلف بقاع الأرض.

خلال ذلك الانفجار الحيوي والذي ظهرت فيه كائنات حية متعددة الخلايا والتي تعتبر الأساس في تركيب فصائل الحيوانات المختلفة التي سكنت وتسكن العالم الآن ، فإن الطبقات الارضية والصخور من تلك الأزمنة لهي الدليل على وجودها من قبل لأنها تحمل أحفورات منها ، وتبين تطورها عبر الزمان .

ورد في الحديث النبوي

قال رسول الله ” خَلَقَ اللَّهُ التُّرْبَةَ يَوْمَ السَّبْتِ ، وَخَلَقَ الْجِبَالَ يَوْمَ الأَحَدِ ، وَخَلَقَ الشَّجَرَ يَوْمَ الاثْنَيْنِ ، وَخَلَقَ الْمَكْرُوهَ يَوْمَ الثُّلاثَاءَ ، وَخَلَقَ النُّورَ يَوْمَ الأَرْبِعَاءِ ، وَبَثَّ فِيهَا الدَّوَابَّ يَوْمَ الْخَمِيسِ ، وَخَلَقَ آدَمَ بَعْدَ صَلاةِ الْعَصْرِ مِنْ يَوْمِ الْجُمُعَةِ آخِرَ الْخَلْقِ فِي آخِرِ سَاعَاتٍ مِنْ سَاعَاتِ الْجُمُعَةِ فِيمَا بَيْنَ الْعَصْرِ إِلَى اللَّيْلِ “

يفيد الحديث النبوي بأن (النور) خلق في اليوم الخامس من خلق السموات والأرض، على خلاف ما يقوله العلم في وقتنا الحاضر. ففي حال أن الشمس أضاءت في اليوم الخامس، هذا قد يعادل 5\7 من عمرها المفترض، وهو أقرب الى زمن الانفجار الكامبري. كما وأن الحديث النبوي يتطابق مع العلم الحديث من حيث تسلسل الأحداث إذ أن النباتات هي الكائن الوحيد الذي يستطيع تحويل طاقة الشمس الى سكر ونشويات، بينما تعتبر الحيوانات النباتية هي المستهلك الأول وتصنف آكلات اللحوم بالمستهلك الثاني لإعتمادها بالكامل على الحيوانات النباتية. ثم يأتي الإنسان الذي يتغذي عليها جميعها وينتفع من الانعام التي خلقت لأجله {وَأَنْزَلَ لَكُمْ مِنَ الْأَنْعَامِ ثَمَانِيَةَ أَزْوَاجٍ} الزمر 6.

وذُكر النور وليس الضياء في الحديث لأن السماء كانت بحالة دخان وبالتالي وصل النور أو الضوء الغير مباشر من الشمس. تحتاج الرياح الشمسية الى زمن لطرد الدخان أو الجزيئات الدقيقة الى خارج النظام الشمسي لكي يصل الضوء المباشر إلى سطح الأرض. هُوَ ٱلَّذِي جَعَلَ ٱلشَّمْسَ ضِيَآءً وَٱلْقَمَرَ نُوراً يونس 5الشَجَرُ والشَجَرَةُ في لسان العرب هو ما كان على ساقٍ من نبات الأرض.

ولكن كيف للنبات أن ينمو قبل اشتعال الشمس في اليوم الخامس؟ فالنبات بحاجة الى الضوء من اجل التمثيل الضوئي وبالتالي تحويل الطاقة الشمسية الى سكر ونشويات. ما أود طرحه هنا بأن الشمس هي ايضا نشأت من تراكم الجزيئات والغازات التي حولها وبالتالي فإنها تطورت من مرحلة القزم البني Brown Dwarf الي نجم من تصنيف G. القزم البني هو نجم لم يصل الى مرحلة الاندماج النووي (اليوم الخامس) ولكنه يشع الضوء والحرارة نتيجة الضغط الهائل في مركز النجم.

9- عامل محفز لنشأة الحياة

تناقش النظرية أنه وإن وجد كوكب بنفس مواصفات الأرض فإن الحياة ستبقى في صيغة البكتيريا البسيطة، ويناقشون بأن نصف عمر الكوكب قد مضى دون أن تظهر أشكال الحياة المتقدمة مما يعيدنا الى النقطة الثامنة أعلاه.

فماذا قال تعالى في كتابه الكريم؟

قال تعالى في سورة العنكبوت آية 20 { أَوَلَمْ يَرَوْاْ كَيْفَ يُبْدِئُ ٱللَّهُ ٱلْخَلْقَ ثُمَّ يُعِيدُهُ إِنَّ ذٰلِكَ عَلَى ٱللَّهِ يَسِيرٌ } * { قُلْ سِيرُواْ فِي ٱلأَرْضِ فَٱنظُرُواْ كَيْفَ بَدَأَ ٱلْخَلْقَ ثُمَّ ٱللَّهُ يُنشِىءُ ٱلنَّشْأَةَ ٱلآخِرَةَ إِنَّ ٱللَّهَ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ } وتفسيرها: “{ قُلْ سِيرُوا فِـي الأرْضِ } يقول تعالـى ذكره لـمـحمد صلى الله عليه وسلم: قل يا مـحمد للـمنكرين للبعث بعد الـمـمات، الـجاحدين الثواب والعقاب: سيروا فـي الأرض فـانظروا كيف بدأ الله الأشياء وكيف أنشأها وأحدثها وكما أوجدها وأحدثها ابتداء، فلـم يتعذّر علـيه إحداثها مُبدئا، فكذلك لا يتعذّر علـيه إنشاؤها معيدا { ثُمَّ اللّهُ يُنْشِىءُ النَّشْأَةَ الآخِرَةَ } يقول: ثم الله يبدىء تلك البدأة الآخرة بعد الفناء.”

فالله تعالى يأمرنا أن نبحث في الأرض عن كيفية بدء الخلق (الحياة) وهذه الآية لا تخص الانسان ككائن حي بل كافة أطياف الحياة. فالله تعالى الذي خلق الأشياء من العدم لن يكون صعبا علية بعثنا يوم القيامة، فـ  { سُبْحَانَ ٱلَّذِي خَلَق ٱلأَزْوَاجَ كُلَّهَا مِمَّا تُنبِتُ ٱلأَرْضُ وَمِنْ أَنفُسِهِمْ وَمِمَّا لاَ يَعْلَمُونَ يس – 36، فلولا مبدأ “الأزواج”، لكان كل البشر على هيئة آدم عليه السلام!

10- السلاسل الجبلية

تطرقت النظرية على أن السلاسل الجبلية هي عبارة عن دليل لوجود الصفائح التكتونية ولكنها لم تذكر أي فائدة لها.

فماذا قال تعالى في كتابه الكريم؟

تظهر هذه الصورة التوضيحية مقطعا عرضبا للقطع الصخرية القارية وتوضح تكون صورة مماثلة الجبل أسفل منه بالاضافة الى الطبقة الصخرية المحيطية، ويصل عمق هذه النمط الى 70 كيلومتر. يطلق العلماء علىها اسم جذور القشرة الأرضية Crustal Roots وسماها خالقها بالأوتاد أو الرواسي وذلك للغاية المرتبطة بها
الرواسي الشامخات: تظهر هذه الصورة التوضيحية مقطعا عرضبا للقطع الصخرية القارية وتوضح تكون صورة مماثلة الجبل أسفل منه بالاضافة الى الطبقة الصخرية المحيطية، ويصل عمق هذه النمط الى 70 كيلومتر. يطلق العلماء علىها اسم جذور القشرة الأرضية Crustal Roots وسماها خالقها بالأوتاد أو الرواسي والرواسي الشامخات وذلك للغاية المرتبطة بها

ورد ذكر الرواسي 9 مرّات في القرآن الكريم،  على عكس الجبال التي ذكرت 33 مرّة، والرواسي هو تعبير استخدمه الخالق عزّ وجل للجبال وأثرها على الكرة الأرضية، فالجبال نصبت وارتقت الى الأعلى (إقرأ: وإلى الجبال كيف نصبت) نتيجة تصادم الصفائح التكتونية في مرحلة سابقة من تشكل الأرض، وما زال بعضها يتشكل مثل جبال الهيمالايا. اكتشف العلماء من خلال اجهزة رصد التغير في الجاذبية Gravity Anomaly أن شكل الجبال تحت سطح الأرض يطابق شكلها فوق سطح الأرض ولها نفس العمق ان لم يزد قليلا. سماها تعالى بالرواسي الشامخات وهو وصف دقيق للشكل المجاور. أما الغاية منها فهي منع الأرض أن تميد بالناس، والميد مادَ الشيء يَميُد مَيْداً: تحرَّك. ومادت الأغصان: تمايلت. ومادَ الرجل: تَبَخْتَرَ. وبالتالي هي نوع من الحركة العشوائية. الميد سيعني أن القشرة الأرضية سوف تتحرك بطريقة عشوائية مخالفة لحركة باطن الأرض مما سيُحدث عشوائية في مناخ الأرض وبالتالي عشوائية في الحياة العضوية.

نحن نعيش على كوكب بالغ الحساسية، فبسبب ميلان محور دوران الأرض حول نفسها بمقدار 23 درجة والذي ينتج عنه الفصول الأربعة، فإن الاختلاف في حرارة الجو بين الصيف والشتاء يزيد عن 30 درجة مئوية في المناطق المدارية. فتخيّل ماذا سيحدث لو كان هناك عشوائية في حركة سطح الكوكب.

أما الفائدة الثانية والمهمة فإن الله جعل هذه الجبال مصدراً للماء العذب المستدام، فكافّة الأنهر الغير استوائية على سطح الأرض مصدرها الجبال. { وَأَسْقَيْنَاكُم مَّآءً فُرَاتاً } المرسلات 27

بينما أخبرنا الله جل جلاله بحججه المتعلّقة بخلق الأرض، لم يذكر لنا كيف خلق السموات السبع في اليومين الخامس والسادس، وقد بينّا في مقالتنا (وجعلنا السماء سقفا محفوظا) الفرق بين السماء والسموات السبع. كل ما استطعت استخلاصه أن الله تعالى أخبرنا أن السموات والأرض كانتا وحدة واحدة ففتقهما الله {أَوَلَمْ يَرَ ٱلَّذِينَ كَفَرُوۤاْ أَنَّ ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلأَرْضَ كَانَتَا رَتْقاً فَفَتَقْنَاهُمَا} الانبياء – 30 ورفع السموات بأعمدة لا نراها { خَلَقَ ٱلسَّمَٰوَٰتِ بِغَيْرِ عَمَدٍ تَرَوْنَهَا … } لقمان – 10، فالسموات هي بناء حول الكرة الأرضية يتكوّن من سبع طبقات غير مرئية ومرفوعة بعمد غير مرئي، المسافة بيننا وبين أول سماء هي مسيرة 500 عام كما قال رسول الله  (هل تدرون كم بين السماء والأرض؟ قال قلنا الله ورسوله أعلم, قال: بينهما مسيرة خمسمائة سنة، ومن كل سماء إلى سماء مسيرة خمسمائة سنة، وكثف كل سماء مسيرة خمسمائة سنة) وحيث أن مسيرة اليوم تقارب الـ 40 كم، فإن مسيرة الـ 500 سنة (قمرية) هي 7,000,000 كيلومتر وبالتالي فإن ارتفاع السبع سموات عن الأرض يقارب 49,000,000 كيلومتر وهذه المسافة تقارب بُعد مدار كوكب الزهرة عن الأرض (41,887,403 كم) من جهة وبُعد مدار كوكب المريخ (77,790,892 كم) عن الأرض من جهة أخرى!وفي سورة الملك – 3 أخبرنا تعالى كيف نتأكد من حقيقة وجود هذه السموات بقوله { ٱلَّذِي خَلَقَ سَبْعَ سَمَٰوَٰتٍ طِبَاقاً مَّا تَرَىٰ فِي خَلْقِ ٱلرَّحْمَـٰنِ مِن تَفَاوُتٍ فَٱرْجِعِ ٱلْبَصَرَ هَلْ تَرَىٰ مِن فُطُورٍ } * { ثُمَّ ٱرجِعِ ٱلبَصَرَ كَرَّتَيْنِ يَنْقَلِبْ إِلَيْكَ ٱلبَصَرُ خَاسِئاً وَهُوَ حَسِيرٌ }. فالبصر “برأيي” هو الضوء المرئي! فإذا ارسلنا شعاعا ضوئيا (ليزر) من الارض أو من مدارها واستطعنا رده (عكسه) من مركبة تدور خارج دائرة نصف قطرها 49 مليون كيلومتر، فاننا سنكون قادرين على رؤية نقاط التقاء هذه السموات واثبات حقيقة وجودها! وإذا قمنا برد هذا الضوء وعكسه مرة أخرى، فإننا قد نرى نتائجاً غير متوقعة مثل تغير في ارتفاع الأمواج والتردد (خَاسِئاً وَهُوَ حَسِيرٌ).

عندما بدأت كتابة مقالاتي في هذا الموقع منذ سنين مضت، والتي استخدمتُ بعضها كمراجع في هذه المقالة، وعلى الرغم من المعجزات التي تضمنتها تلك المقالات، كنت اتسائل بيني وبين نفسي، لماذا ضرب لنا الله هذه الأمثال؟ لقد زال هذا التساؤل بعد ربط (عقل) الآيات التي وردت في القرآن الكريم مع محتوى نظرية الأرض النادرة، وتجلى لنا أن هناك تطابق مذهل بينهما واتضحت الصورة الشاملة. لقد أخبرنا “الخالق” وعلى شكل احجية، كل ما يلزم لخلق كوكب صالح للحياة، فسبحان الذي خلق فسوّى … بديع السموات والأرض. يبقى سؤال واحد، هل خلق الله تعالى مثل السموات والأرض؟ يبدو أننا لسنا لوحدنا! فالخالق يخبرنا أنه هو أيضاً الخلاّق! { أَوَلَـيْسَ ٱلَذِي خَلَقَ ٱلسَّمَاواتِ وَٱلأَرْضَ بِقَادِرٍ عَلَىٰ أَن يَخْلُقَ مِثْلَهُم بَلَىٰ وَهُوَ ٱلْخَلاَّقُ ٱلْعَلِيمُ } يس – 81 وتفسيرها: بلـى هو قادر علـى أن يخـلق مثلهم وهو الـخلاق لـما يشاء، الفعَّال لـما يريد، العلـيـم بكلّ ما خـلق ويخـلق لا يخفـى علـيه خافـية.

{ وَتِلْكَ ٱلأَمْثَالُ نَضْرِبُهَا لِلنَّاسِ وَمَا يَعْقِلُهَآ إِلاَّ ٱلْعَالِمُونَ } * { خَلَقَ ٱللَّهُ ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلأَرْضَ بِٱلْحَقِّ إِنَّ فِي ذٰلِكَ لآيَةً لِّلْمُؤْمِنِينَ }

“إن فـي خـلقه ذلك لـحجة لـمن صدق بـالـحجج إذا عاينها، والآيات إذا رآها.

بقلم: حسين أحمد كتّاب

footer

من تأليف حسين كتّاب

GM StarsShield for Software Inventor: Nitrate Production System Publisher: Fussilat.org

21 تعليقات

  1. وانا في اعتقادي ان الله قد ذكر النفط او البترول ذكرا صريحا في صورة الرعد صحيح اذا ما نضرنا الى تفاسير العلماء
    لا ينطبق هاذا التفسير على النفط لكن لا يجب ان نغفل تلك الفترة وهذه الفترة والفترة التي اكتشف فيها البترول ولو انه
    تكررلدينا سؤال هل ذكر البترول في القران وهو اعضم الاكتشفات على مر التاريخ ولكن اذا ما قمنا بتفسير الاية الان
    ونحن نستخرج الغاز من تحت الارض ونوقد عليه في النار فحتما سنعطي الاية تفسيرها الصحيح بالرغم من انها لا تحتاج الى
    تفسير بل تعرفنا حتى كيف تشكل النفط على مر السنسن
    قال تعالى :{أَنْزَلَ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَسَالَتْ أَوْدِيَةٌ بِقَدَرِهَا فَاحْتَمَلَ السَّيْلُ زَبَدًا رَابِيًا وَمِمَّا يُوقِدُونَ عَلَيْهِ فِي النَّارِ ابْتِغَاءَ حِلْيَةٍ أَوْ مَتَاعٍ زَبَدٌ مِثْلُهُ كَذَلِكَ يَضْرِبُ اللَّهُ الْحَقَّ وَالْبَاطِلَ فَأَمَّا الزَّبَدُ فَيَذْهَبُ جُفَاءً وَأَمَّا مَا يَنْفَعُ النَّاسَ فَيَمْكُثُ فِي الْأَرْضِ كَذَلِكَ يَضْرِبُ اللَّهُ الْأَمْثَالَ } سورة الرعد الآية: 17
    وعندما نقوم بقراة الاية نفهم انه بعدما سالت الاودية وجرفت تلك السيول معها شكلت ذالك الزبد والذي في البداية يكون رابية يعني غير نقي
    والزبد الاخر الذي نوقد عليه في النار ونجد ان الله يخبرنا في الاية كيف ان الزبد يذهب ويجف جفاء واما ما ينفع النا فيمكث في الارض
    وما هي هذه المنافع التي اصبح الانسان ينتفع بها الان بفضل هذه النعمة نقول ان حلية او متاع تشمل كل ما اصتطاع النسان ان يحققه من
    البترول

    إعجاب

أضف تعليق